رشفة ...
كثيرا ما تبدو الحياة زهرةً جميلة بديعة الصنع والتكوين ... الوانها زاهية ... وريقاتها
يانعة ...
بتلاتها نديّةً طرية ... مليئةً بالروائحِ العطرية الزكية حتى لا يَعد في مقدورنا سوى الاقتراب
من بساتينها الغنّاء لننهلَ من رحيقها رشفةً صغيرة علّها تَروينا بعدِ طولِ عناء ....
هي رشفة ... ليست الا مجرّد رشفة امتدّت اليها ايادينا البيضاء لتغترفَ غرفةً صغيرةً هي
الاخرى آملين أن نروي بها ظمئنا بعد طولِ مسيرةٍ وشقاء بَلَغَ بنا مبلَغه حتى ماعدنا ندرك
متى بدا واين سينتهي ؟!!
رشفةً ... ظننا أنها احدى الرحمات التي تَتنزلُ علينا من السماء لتُعيننا على اكمالِ
المسير ....
رشفةً ... لوهلةٍ قصيرة ظننا أنها هدنه بيننا وبين صراعاتِ الاقدار المتواليه ....
رشفة ... لبرهةٍ ليست بقصيرةٍ او طويلة ظننا انها لمسةً شافيه ... مداويه لبعضِ ماكان من
ألالامٍ وجراحات ...
ولم البث أن اقتربت حتى وجدتها شيئاً آخر ...
تلك الزهرة اليانعة .. البديعة ِ الالوان ، والزاهية البتلات اذا بها مخاليبٌ خشبية وكلاليبٌ
حديدية ..
قد اطبَقت حول رسغي بوحشيةٍ فأدمَته حتى كادَت تَنتزعني مني ...
أخذتُ يدي الجريحة ... لملمتُ شتاتَ نفسي الذبيحة واتجهتُ واهية القوى الى ظلّ شجرةٍ
وارفة اتأكتُ عليها لأعقلَ ماحدث علّني أجد الجواب !!...
18/9/2008
0 التعليقات:
إرسال تعليق