الهروب 2 ( بقية الحكايه.. عودة الاحلام الهاربة) ...


عودة الاحلام الهاربة



عندما تهرب الاحلامُ منّا وسطَ الزحام وتحملها سحبُ الضباب بعيدا عنّا حتى لا نعدْ نراها مجدداً ...

نظنُّ أنّ الحلُم قد مات ... وكثيراً نظنّ اننا من مات ...

تحملُنا الحياة على اكمال المسيرِ رغماً عنّا ... لايهمّ ان كنا احياءاً ام امواتاً حينها ...

فالموجُ هائجٌ في كلِ اتجاه ... وزوارِق ُ النجاةِ معدوده بل ربما معدومه ... ومجاديفُ الأقدارا تدورُ بلا هوادة ...

عواصِفُ الأيام ِ لا تكفُّ عن اثارةِ شجوننا وادماءِ مدامِعِنا ...


طواحينُ الحنينِ لذلك الحلٌمٌ الهاربُ منّا الى قلبِ الأحداث لا تكفُّ عن الجًلًبَةِ واستحضارِ الشوقِ المدفونِ تحت رُكامِ القلبِ المكلوم ..

مع كلِ هذا نستمرُ في الابحارِ وسطَ محيطِ الحياةِ الهائج ...

نفكر ... نُسبّح ... نلهجُ بالدعاء ِ لخالِقِ السماء ... أن دُلَنا على السبيل ...

فتأتينا الاجابة مع ملاكِ الرحمه ...

أن وهديناكم النجدينِ مذ خلقناكم في عالمِ الذرّ ... وأنّ السبيلَ داخلكم ...

ملاذكم بين جوانحِكم فأبصروا تُبَّصّروا ...



حينها : نعودُ للجَلَبَةِ من جديد ... ولا نصدق لأننا لا نؤمنُ بذواتِنا ...


لأننا نريدُ طوافات ِ الانقاذِ سريعةً وبلا أدنى جهدٍ يُذكر ...


مع الوقت .. يَسقط من يَسقط ..


يَغرق من يَغرق .. وهناكَ من يَقفزُ رافضاً ماتبقى من الحياه ..


لكن هناكَ ايضاً من يَبقى صامداً في وجهِ تحدياتِ الأقدار ..





يُفّكر .. يَتمَعَن في الحكمةِ منها .. وكيف يمكن أن يتفاعَل معها فيُصادِقها ... ويُكمل معها الرحله لتصبِحَ هي رفيقةَ دربِه ..

وعند الاقترابِ من الشاطئ : تَلمَعُ السماءُ من جديد ٍ بنجومِ الاحلامِ التي هَرَبنا اليها عبرَ العاصفة ...

عندها : تَمتدُ ايدينا لتَلتقطها وتَنظُمُها عِقداً لؤلؤياً حول رِقابِنا ..

تاجاً مَرمَرياً فوقَ رؤوسِنا ... لباساً حريرياً يُغلّفُ ايامَنا الجديده فوق الشاطئ ..






لكن وسطَ حبّاتِ اللؤلؤ وَجَدتُ صدفةً رثّه .. خاوية .. صدِئةً من الداخل فعجِبتُ كيف جاءت الى هنا !!؟ ...



وبمجرّدِِ لمسِها تَكسّرّتْ ... وجدتُ داخلها عبارة حلمٌ كاذب .. هاربٌ منذ القدم ...

عندها: عَلِمتُ أنّ ليسَ كلُ مايلمَعُ ذهباً ..

وليس كلُ حلُمٍ يَستحِقُ عذابَ الوصولِ اليه وعناءِ الاحتراقِ لهروبِه وابتعادِه يوماً ..

حَمَلتُ تلكَ الصدفة .. قبلتُها وهمستُ لها ان وداعاً ..

شكرتُها على صدقِها معي حين تَرَكَتتني لانها حلُمٌ زائف كي تَحمِلُني للبحثِ عن ذهبٍ خالص وحلُمٌ صادق يستحقُ أن يحيا خلف قضبانِ وجداني الرقيق ...


أَثَرتُ فوقها الرمال وارتديتُ تاج اللؤلؤ ... ومضيتُ ابحث عن كهفٍ مُخمليّ يَعصِمُني من العاصفة القادمة فقلبُ المحيط مليئٌ بالأحداثِ المؤجّلَه ...





الزهراء بتاريخ : 6/4/2008
شكر خاص لهبهوب اللي ساعدتني في انتقاء صور الجزء الثاني ..

0 التعليقات: